"I cannot teach anybody anything, I can only make them think."
Socrates

Friday, October 15, 2010

خلية طلائية (البشرة) - (Epithelial Cell (skin


استيقظت من نومي فزعا على صوت جيراني من خلايا الجلد الطلائية و هم يصرخون: النجدة النجدة.. جسم غريب يخترقنا..!
وفعلا شاهدت انبوبا معدنيا مدبب الرأس يمر بين الخلايا ليدخل عميقا، و يخرج منه فجأة مادة غريبة الشكل
ثم انسحبت بعد ان افرغت حمولتها تاركة الخلايا تنظر بفزع و استغراب لهذه المادة الدخيلة..
و فجأة ظهرت عينان لتلك المادة، و أصبحت ترمقنا أيضا، لوهلة أحسست أني رأيتها من قبل ، و تذكرت كل شيء دفعة واحدة: انه صديقي كولاجين
الذي بدأ بالتلاشي منذ سنوات و اختفى اخيرا قبل عدة أشهر
صرخت فرحا: كولاجين صديقي! مرحى لقد عدت!
نظر لي باستغراب، وقال في تعالي: لا اعرف عمن تتحدث، انا اسمي كوزموكولاجين، كولاجين صناعي مصنع في احدث و اهم المعامل في العالم!

نظرت له في بلاهة، ثم تذكرت ما قاله لي صديقي كولاجين يوما: اتعلم يا خلية طلائية، بروتين الكولاجين من المكونات المهمة للبشرة فهو من يعطيها مرونتها و يجعلها مشدودة و شابة، ومهم جدا لالتئام الجروح. سمعت بمرض الاسقربوط؟ كان يصيب البحارة الذين لا يحتوي غذاؤهم على فيتامين (سي) وهو مهم لتصنيع الكولاجين فعانوا من سقوط الاسنان والنزيف و عدم التئام الجروح.
لكن للأسف فمع تقدم السن يفقد الجسم الكثير من الكولاجين و يظهر اثر ذلك على البشرة من ترهل و تجاعيد.
انت تعرف ان الجلد يتكون من طبقتين:
البشرة وهي الطبقة العليا و تحتوي على الخلايا الطلائية مثلك، و هي دائمة التجدد و يتم تعويض الخلايا باستمرار
و طبقة سفلية و هي الادمة و تحتوي على الاعصاب و الاوعية الدموية و اللمفاوية و الغدد العرقية و الدهنية و جراب الشعر،
وكلها منتشرة و سط طبقة من الكولاجين و غيره من محتويات النسيج الضام. لكن للأسف فأني بدأت بالتضاؤل و سيأتي اليوم الذي أتلاشى به..

تذكرت كلامته و انا انظر الى كوزموكولاجين -كما يطلق على نفسه- لكم يشبه صديقي الراحل كولاجين في شكله الخارجي، لكن سوى ذلك لا يوجد اي شيء مشترك بينهما
فهو حديث عهد بالحياة، متباهيا متبخترا من كونه مصنوع من مواد فائقة النقاوة و بأحدث التقنيات، و بعض الخلايا الطلائية الشابة تستمع اليه في انبهار، لكم هو فارغ!

استمرت حياتنا كما هي على وتيرة واحدة، نحن نقوم بحماية الجلد من المؤثرات الخارجية، و كوزمو كولاجين يقوم بعمله: ملأ فراغ الادمة واستعراض قدراته في التمدد بمرونة و خفة

ولكن يوما ما لاحظت انه لا يبدو على ما يرام، فسألته بحذر: هيه كوزمو، انت لا تبدو بخير، هل تشكو من علة؟
اجاب في ضعف: لا اعرف ماذا يحدث لي، لكن اشعر اني خائر القوى، و قد انكمشت كثيرا عن قبل..
لكم تشبه شكواه شكوى صديقي كولاجين قبل انكماشه الكلي..

ولم يكد يمر يوم على هذا الموقف حتى فوجئنا بدخول ذات الجسم الغريب المدبب كما في المرة السابقة، هنا لم اضع الوقت و قمت بمخاطبة الخلية العصبية:
عصبون، اريد منك ان ترى ما للذي يحدث بالخارج و تزودنا بالأخبار بسرعة
ولم يتأخر عصبون سوى أجزاء من الثانية وعاد قائلا: سأنقل لك ما تقوم اعصاب المخ باستقباله من المؤشرات الحسية.
و ارانا صورة مجسمة لسيدة تجلس امام رجل يلبس معطفا ابيضا، وهي تقول له:
- دكتور فادي اعتقد ان الكولاجين الذي حقنته في وجنتي قد انتهى مفعوله
- اه نعم سيدة مرمر، لقد اخبرتك ان مفعول الكولاجين يبقى في المتوسط من 6 الى 8 اشهر
- اريد حقنة اخرى، اريد ان تحقن وجهي كله ،هنا و هنا و هنا..
- ما رأيك أيضا في بعض البوتكس لعضلات الوجه، سيجعل التجاعيد تختفي تماما!
- تبدو فكرة رائعة!

اذن هذه السيدة كما يبدو هي من صاحبة الجلد الذي نعيش فيه، و هي تريد ان تقوم بإعادة الزمن الى الوراء..
لكن لا شيء يستطيع ان يحل محل صديقي كولاجين، حتى كوزموكولاجين يعترف بهذه الحقيقة
وهو يرى الانبوب المعدني يفرغ حمولته الجديدة من الكولاجين والذي وقف وسط الانظار التي استقرت عليه، و قال وهو ينظر باشمئزاز الى بقايا كوزموكولاجين:
انا اسمي كوزموكولاجين، كولاجين صناعي مصنع في احدث و اهم المعامل في العالم
اين سمعت هذه الجملة قبلا؟؟
...............................
مرت الايام لا جديد بها سوى حقنة من الكوزموكولاجين كل 6 أشهر اعتدناها و اعتدنا سماع الجملة اياها من الوارد الجديد
لم استطع ان اكون صديقا له كما كنت مع صديقي العزيز كولاجين،
 هذا الكوزموكولاجين شاب اخرق و يريد فرض اراءه على الجميع، للأسف فان عمره لن يؤهله لاكتساب خبرات كانت لتساعده في التواصل بشكل أفضل..
و عضلات الوجه المسكينة أصبحت تتلقى حقنة من مادة غريبة تشلها تماما عن الحركة أيضا كل 6 أشهر
منظرها محزن حقا عندما ينتهي مفعول المادة المشلة فنجدها تتمدد و تتحرك قدر استطاعتها في فرح قبل أن تتلقى جرعتها الجديدة
ما علينا
الحدث الأكبر في حياتي حدث في يوم عادي جدا: كنت اقوم بحل مشكلة شعرة مع خلية لمفاوية تحاول ان  تتكاثر حولها بحجة اشتباهها في التهاب جراب الشعرة، و فجأة، رأيت اكثر المناظر افزاعا:
ضوء شديد دخل من شق خلال الخلايا التي اخذت تصرخ ، دماء تنزف من الاوعية الدموية خلايا تتساقط من كل مكان، لم اعرف ما للذي يحدث..

قمت بالهتاف على عصبون: عصبون اذهب بسرعة واعرف ماللذي يجري!
عاد قائلا: وجدت هذا مخزنا في الذاكرة:
السيدة نفسها محدثة الرجل ذو المعطف الابيض:
- دكتور، اعتقد ان حقن الكولاجين و البوتكس لم تعد تكفي، اريد ان يبدو جلدي مشدودا كقناع من البلاستك!
- سيدة مرمر هل انت متأكدة؟ اعني انك تبدين في شكل رائع الان و شد جلدك قد لا يبدو فكرة جيدة، بعض التجاعيد هنا و هناك ليس بالأمر السيء
- اريده مشدودا !
- هذا قرارك النهائي؟
- نعم و اتحمل مسؤوليته!

لقد تطور الامر كثيرا، هذه السيدة ترغب في شد جلد وجهها، و هذا لا يتم الا بـ..
الا باقتطاع جزء منه، و هذا ما يحدث الان!
رأيت بعيني العم خلوي طلائي الحلاق يذهب مع الجلد الزائد، و عائلة المعلم خلوي طلائي لم يعد لها وجود، ..

اغمضت عيني في الم، و لم افتحها الا بعد انتهى كل شيء، ورأيت مكان الشق خيطا طبيا يخيط باجزائه، و قلت محاولا اخفاء المي:
هيا بنا يا رفاق، لدينا جرح يجب ان نساعد في التائمه
قالت احدى الخلايا: لكن ماذا عن من فقدناهم؟
- قلت في رباطة جأش:
- لقد فقدنا الكثير و سيأتي اليوم الذي سيفتقدنا غيرنا
سنة الحياة و حياتنا و عملنا يجب ان يستمر، هيا الى العمل
و قامت الخلايا بالالتصاق حول الجرح محاولة تكوين طبقة من الخلايا و النسيج الضام عليه
لكم كانت الحياة قاسية علي..

........................
بعد عدة أسابيع عاد الينا عصبون بأخبار جديدة:
يبدو ان هناك عمليات قص و حقن اخرى..
هذه السيدة فقدت السيطرة على ما يبدو
هوس من نوع ما؟ ربما
طلبت منه طلبا:
هل لك ان تحضر لنا صورتها قبل و بعد العملية؟
لكم كان منظرا مدهشا..
تغيير كامل!
لم يكن لاحد ان يدرك ان الصورتان لنفس الشخص..
أبدا..
 التوقيع:
خلية طلائية

Thursday, October 7, 2010

خلية خبيثة - Malignant Cell


مرحبا
اسمي سرطون
كان اسمي سابقا خلية رئوية-2105695468573
ولكن غيرته لأسباب سأذكرها لاحقا
واحد من ضمن التريليونات العديدة من الخلايا في الجسم.. قد تتشابه الخلايا في الكثير : تمر بذا المراحل من نمو ونضج وانتهاء بالموت المبرمج او الشيخوخة..

 
لكن حياتي مختلفة بعض الشيء..
كخلية رئوية كان عملي يقتصر على تنقية الهواء الداخل للرئتين فارشح الاكسجين ليتم نقله داخل الاوعية الدموية داخل الجسم و اخذ ثاني اكسيد الكربون ليتم طرده خارج الرئتين

عمل روتيني تقوم به ملايين الخلايا الرئوية يوميا، و مع هذا أحبه!
لست خلية مميزة في شيء، لست كخلايا الاعصاب التي تتباهى بسرعة نقل و تحليل المعلومات
ولا كخلايا البنكرياس التي يحاول الجميع كسب ودها فهي من يفرز الانسولين الذي يعمل على ادخال السكر-مصدر الطاقة- داخل الخلايا
كنت نكرة..
نكرة تعيش قصة حب!
حبيبتي هي خلية رئوية-2105695468575
وهي تسمية كباقي الخلايا الرئوية
لكنها بالنسبة لي كانت مميزة..
لا اعرف كيف اصف لكم كيف تكون مميزة وهي تشبه باقي الخلايا..
اول مرة رأيتها فيها عندما كان هناك ازياد على طلب الاكسجين
كنا نعمل بسرعة كما تدربنا من قبل
و عندها سمعت احدى الخلايا المناعية تصرخ:
الا تستطيعين العمل بسرعة اكبر؟ خلية كسولة..
نظرت باتجاهها فرأيتها تصرخ على ريري -هكذا كنت اناديها سرا!
كانت رقيقة، بريئة، ووقعت في حبها منذ اول نظرة!        

عندها قلت لجاري خلية رئوية-2105695468574 اني اريد ان ابدل مكاني معه وهو امر رفضه لأنه لو تم كشفه لوقعنا في مشكلة كبيرة
لكنه وافق بعد ان اعطيته جزئ سكر كنت اخزنه لما بعد
واصبحت مجاورا لها!
كانت مرتبكة و تائهة..
قلت لها راقبيني و اعملي مثلي..
نظرت لي نظرة امتنان.. وهل أجرؤ وأقول ..حب؟
عشنا اجمل ايام حياتنا سويا
كتبت لها الشعر:
أحببتك كما أحب السكر الانسولين
وانجذبت كرية الدم الحمراء إلى الاكسجين
وهو كما ترون شعر ردئ لكنه كان يسعدها
وكنت اناديها "ريري حبك في سيتوبلازمي يسري" ولم أهتم بتحذيرات باقي الخلايا الرئوية اني هالك لو سمعتني الخلايا المناعية
و لم أبال و نحن نمسك بأهداب بعض وهو أمر يعد انتحارا في نظر صديقي خلية رئوية-2105695468574!

ولم تعد حياتي روتينية بعدها أبدا..
حتى جاء ذلك اليوم
كانت تبدو متعبة ومرهقة. سألتها ما بك
قالت انها لا تحس بانها على ما يرام
ولاحظت نتوءا على غشائها الخارجي و نواتها اصبحت قاتمة اللون و منكمشة
كان هذا يعني امرا واحد
انكرته بيني وبين نفسي وحاولت ان اقتنع بكلامي وانا اطمئنها انها على ما يرام وهو مجرد التهاب بسيط يصيب اي خلية من وقت لآخر..
لكن لم يكن الامر عائدا لي
فقد لاحظتها الخلايا المناعية
واخذتها امام عيني وهي تقول: خلية معطوبة، لن نجازف بوجودك ضمن الخلايا السليمة
وقالت موجهة كلامها الى الخلية البالعة: تعرفين ما يجب عمله
وسرعان ما ابتلعتها وانا اصرخ واحاول ان اتملص من باقي الخلايا التي تحاول اثنائي عن اللحاق بحبيبتي
ريرييييييييييييييييييييييييييي
ولم يتسن لي حتى وداعها..

عدت الى حياتي السابقة الروتينية، مع الفارق اني محطم النواة، بلا روح
امارس عملي وانصاع للأوامر بلا اي نقاش
امر اثار استغراب من حولي، لكن لا يهم ما دمت اقوم بعملي فلا داعي الى اثارة الاسئلة.
وفي يوم، صرخت إحدى الخلايا الرئوية مشيرة الي في ذعر:
يـ..ييوجد نتوء هائل في جدارك الخلوي!!



واعلنت حالة الطوارئ وجاءت الخلايا المناعية، واقتادوني من بين الخلايا
ووقفوا بي امام الخلية البالعة قائلا نفس الجملة: خلية معطوبة، لن نجازف بوجودك ضمن الخلايا الصحيحة، تعرفين ما يجب عمله
عندها استرجعت اللحظات الاخيرة وكيف اقتادوا ريري و ماحدث بعدها..
وصرخت بكل قوتي: لااااااااااااااااااااااا
وتنصلت منهم ووقفت بعيدا:
لا، لن تفعلوا بي كما فعلتم بريري
ليس من حقكم انهاء حياتي هكذا، لم تسألوني رأيي، ألم يخطر ببالكم اني اريد ان اعيش؟
قالت الخلية المناعية في توتر: اهدأ يا  خلية رئوية-2105695468573
انت تعرف اننا عمل هذا كي نحمي باقي الخلايا من ان يصيبها ذات العطب، لا تأخذ الامور بشكل شخصي
ازددت انفعالا: لا اريد سماع مبرراتكم، لقد حان الوقت لتسمعوني انا:
كل الخلايا المعطوبة و التي حكم عليها بالإعدام، حان الوقت كي ننادي بحقنا في العيش، كل الخلايا المعطوبة انضمي الي لنطالب بحياة افضل!
عندها تدفقت الالاف من الخلايا
وكونت كتلة كبيرة من الخلايا المعطوبة
ووقفت في اعلاها قائلا بصوت عال:
سأستقل بهذا الجزء من الرئة، وأعلن نفسي حاكما عليه!
الحاكم سرطون!
عندها سألتني خلية غبية بعض الشيء: عذرا.. لكن ماذا يعني سرطون؟
قلت في غيظ: لا أعلم لقد اخترعته توا!
وعدت الى الجمهور قائلا: واعلن مملكتي والتي سأسميها على اسمي: "سرطان"!
وهتفت خلايا مملكتي في صوت واحد: عاش الحاكم سرطون .. عاش عاش..!
---------------------------------------------
في مكان اخر:
سيد جلال: انت تعرف يا دكتور اني بدأت بالتدخين منذ ثلاثين سنة، و السعال اعتدت عليه، لكن منذ اسبوع لاحظت اني ابصق دما ..
الطبيب: حسنا سيد جلال، سأكون صريحا معك
هذه ليست بعلامة جيدة، لكن لن نتأكد الا بعد اجراء الفحوصات اللازمة، سأطلب اشعة سينية للصدر و باقي الفحوصات لتجريها حالا..
- سيد جلال, الاشعة اظهرت كتلة في الرئة، يجب ان نأخذ عينة منها كي نفحصها تحت المايكروسكوب ونحدد ماهيتها..
- افعل ما تراه مناسبا دكتور..
----------------------------

كنت قد استقليت بمملكتي"سرطان" وكنت في اليوم استقبل مئات الخلايا اللاجئة الفارة من الخلايا المناعية، التي لم تقف ساكنة و هاجمتنا اكثر من مرة، والحق يقال انها قوية وكبدتنا خسائر، لكن الغلبة كانت لنا.
 ومازلنا نتكاثر و نطور طرق لمواجهتهم وهزيمتهم..
وفي احد الايام، كنت جالسا كعادتي لا اعمل شيئا..لم اكن قد تعودت على هكذا حياة، بالرغم من كون حياتي السابقة روتينية الى ان القيام بعمل ونشاط يومي امر اعتدته و افتقده حقا
وكنت انظر الى احد الاوعية الدموية ممتدا امامي.. عندها خطرت لي فكرة..
ناديت مساعدي الايمن وقلت له: اسمع، لا يعجبني بقائنا هنا، اريد ان نتوسع إلى خارج الرئة..
سأرسل  مجموعة من الخلايا لاستكشاف اماكن اخرى في الجسم نستطيع البقاء فيها..
- وكيف ستصل اليها؟
- عن طريق الاوعية الدموية، فهي تصل الى جميع انحاء الجسم..
ولمحتنا خلية مناعية و نحن نقوم باختراق الوعاء الدموي صرخت في ذعر:
أرجوكم لا تفعلوا ذلك، إذا تجاوزتم منطقة الرئة فستحدث كارثة لا يحمد عقباها!
قلت لها وانا ادفع اول خلية خلال فتحة في الوعاء الدموي:
أوبس! أخشى أنك تأخرت..


قلت مودعا جيشي الصغير: الى اللقاء ايها المعطوبون، اختاروا مكانا جيدا ذو اطلالة..هاهاهاها..
قال مساعدي: ريري كانت لتكون سعيدة وهي تراك منتصرا!
- ريري؟ من ريري؟
- ريري! حبيبتك؟
- اه نعم.. طبعا طبعا.. انا افعل هذا من اجل رورو
- ريري
- اجل اجل ريري، عد الى عملك الان!
------------------------------

الان انظر الى مملكتي التي توسعت وقد وصلت اطرافها الى الكبد و العظام، حتى الدماغ اصبحت خلاياه تحت سيطرتي..
اما الخلايا المناعية فتحاول - ما بقي منها - مهاجمتي من وقت لآخر، وهو امر يجعلنا وحاشيتي نستغرق في الضحك ونتسلى بتعذيبهم قليلا قبل القضاء عليهم..
قد يسأل أحدهم: لم فعلت كل هذا؟
طبعا من أجل النفوذ
كنت من بدايتي خلية تحب النفوذ
طموحي من البداية، أن اصبح ذا شأن..
بالرغم من اني احيانا اتذكر خلية قابلتها اسمه "ميمي" أو شيئا من هذا القبيل، اعتقد انها ساعدتني في البداية، لكن حقا لا اذكر اكثر من هذا..
حان الوقت لألقي خطابي الاسبوعي على حاشيتي..
-----------------------------------------------
السيد جلال وحوله اسرته والطبيب:
- انا اسف ان اخبركم أن السيد جلال في مراحل المرض الاخيرة



-----------------------------------------------
سرطان
شعبي العزيز، جيشي الذي لا يقهر
انتم اليوم تشهدون مرحلة مهمة في تاريخ هذا الجسد
لقد استولينا على اهم المناطق الحيوية فيه
ونقوم بالتحكم به كما نريد..
نحن لا نقهر..لا نقهر..لا..
وفجأة بدأ كل شيء يتهاوى حولنا ، الخلايا تختنق لا يوجد اوكسجين كاف
الانسجة و الخلايا تتحلل..
انها النهاية.. لكن لم؟
...
تذكرت الان ريري
ريري الحبيبة..
كانت لتكره المسخ الذي اصبحته..
كانت تلك قصة حياتي..
قصة حياة خلية رئوية معطوبة.

التوقيع:
خلية رئوية معطوبة-2105695468573